العمارة المستدامة في سوريا - حلول و تحديات
تعريف :
العمارة المستدامة (Sustainable Architecture) هي نهج تصميمي يهدف إلى تقليل الأثر البيئي السلبي للمباني من خلال الكفاءة في استخدام الموارد والطاقة، واعتماد مواد صديقة للبيئة، وخلق بيئة معيشية صحية ومتكاملة للناس والكوكب.
أهداف العمارة المستدامة:
عناصر العمارة المستدامة:
-
اختيار الموقع المناسب
-
الابتعاد عن الأراضي الحساسة بيئيًا
-
استخدام المواقع القائمة بدلاً من التوسع العشوائي
-
-
تصميم سلبي (Passive Design):
-
استغلال الإضاءة والحرارة الطبيعية لتقليل الاعتماد على الأنظمة الميكانيكية
-
-
مواد البناء المستدامة:
-
محلية الصنع، قابلة لإعادة التدوير، قليلة الانبعاثات
-
أمثلة: الطوب الترابي، الخشب المعتمد، الخرسانة الخضراء
-
-
أنظمة الطاقة المتجددة:
-
الألواح الشمسية، التوربينات الهوائية، التدفئة الجوفية
-
-
التشجير والمساحات الخضراء:
-
لخفض درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء
-
مطار بكين داشينغ الدولي
أبرز الميزات المستدامة في مطار بكين داشينغ:
- يضم المطار مزرعة للطاقة الشمسية تولد 10 ميجاوات من الطاقة، بالإضافة إلى خلايا كهروضوئية مثبتة على أسطح مواقف السيارات وحظائر الطائرات ومناطق الشحن.
- يعتمد المطار على نظام لتجميع مياه الأمطار وإدارة المياه، بما في ذلك استخدام الأراضي الرطبة والبحيرات والجداول لتخزين المياه وتنقيتها، مما يساعد في منع الفيضانات وتقليل تأثير "جزيرة الحرارة".
- يستخدم المطار نظام تحكم بيئي متكامل لتقليل استهلاك الطاقة، بما في ذلك فتحات السقف التي تزيد من الحرارة الشمسية وفتحات التهوية.
- تم تركيب زجاج مُرشح يمنع 60% من الحرارة ويسمح بدخول 60% من ضوء الشمس الطبيعي إلى مبنى المسافرين.
- يعتمد نظام التدفئة المركزية على أنظمة استعادة الحرارة المهدرة وأنظمة مضخات حرارية أرضية، مما يوفر مساحة إمداد مركزة للطاقة.
- يقلل المطار من البصمة الكربونية من خلال استخدام مركبات تعمل بالطاقة النظيفة، ويوفر خطوط مترو وقطار عالية السرعة للوصول إلى وسط المدينة.
- يضم المطار مناطق خضراء وحدائق صينية، بالإضافة إلى استخدام أنظمة ذكية لتسجيل الوصول والمغادرة الذاتية للركاب.
مدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة هي نموذج رائد للمدن المستدامة، وتهدف إلى أن تكون مدينة خالية من الكربون والنفايات قدر الإمكان. إليك بعض التفاصيل حول المدينة وكيفية معالجتها للمشاكل البيئية:
التفاصيل الرئيسية عن مدينة مصدر:
- الرؤية والأهداف: تأسست مدينة مصدر بهدف ريادة التنمية الحضرية المستدامة وتطوير حلول عالمية لتغير المناخ. هي مركز للتقنيات النظيفة وتهدف إلى توفير بيئة عمل وسكن وترفيه وتجارة مستدامة.
- التصميم المعماري: يمزج التصميم بين جماليات العمارة التقليدية والحداثة، مع التركيز على التهوية الطبيعية وتقليل درجات الحرارة داخل المباني والشوارع.
- الموقع الاستراتيجي: تقع بالقرب من مطار أبوظبي الدولي، مما يجعلها مركزًا جذابًا للأعمال والتكنولوجيا.
- المنطقة الحرة: توفر مزايا وحوافز للشركات التي ترغب في الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، مثل التملك الكامل للأجانب والإعفاء من ضرائب الدخل.
- مجتمع حضري متكامل: تضم المدينة مناطق سكنية، ومطاعم، ومتاجر تجزئة، ومتنزهات خضراء، بالإضافة إلى مؤسسات تعليمية وبحثية مثل معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.
كيفية معالجة مدينة مصدر للمشاكل البيئية:
تعتمد مدينة مصدر على مجموعة من الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة لمواجهة التحديات البيئية، ومن أبرزها:
-
الطاقة المتجددة:
- الطاقة الشمسية: تستخدم المدينة الألواح الكهروضوئية بشكل واسع، حيث تم تركيب أكثر من 11 ميجاوات من الألواح في جميع أنحاء المدينة. كما تستثمر "مصدر" في مشاريع الطاقة الشمسية المركزة ومحطات الطاقة الشمسية العائمة.
- طاقة الرياح: يتم استخدام توربينات الرياح (البرية والبحرية) لتوليد الطاقة النظيفة.
-
كفاءة استخدام الطاقة والمياه:
- تصميم المباني: تم تشييد مباني مدينة مصدر باستخدام أسمنت منخفض الكربون وألومنيوم معاد تدويره بنسبة 90%. وتستهلك هذه المباني طاقة ومياه أقل بنسبة 40% مقارنة بالمباني التقليدية المماثلة.
- التصميم السلبي (Passive Design): يعتمد التخطيط الرئيسي للمدينة على توجيه المباني والشوارع والمساحات العامة لتعزيز الراحة الحرارية وزيادة كفاءة الطاقة والمياه وتقليل النفايات وانبعاثات الكربون.
- نظم التبريد المبتكرة: تستخدم المدينة تقنيات مثل التبريد الإشعاعي (radiant cooling) وأنظمة استعادة "البرودة" (coolth recovery) لتقليل استهلاك الطاقة للتكييف.
- إعادة تدوير المياه: على سبيل المثال، يتم إعادة استخدام 100% من مياه الوضوء في مسجد المدينة لري المساحات الخضراء، ويقلل تصميم المسجد من استهلاك المياه بنسبة 55%.
-
إدارة النفايات:
- تهدف المدينة إلى تقليل النفايات بنسبة كبيرة، حيث حققت تخفيضات بنسبة 57% في النفايات مقارنة بالمعايير المرجعية. وتعمل على تطوير مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة.
-
النقل المستدام:
- تشجع المدينة على استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، وتوفر خدمة سيارات ذاتية القيادة. كما يتم التركيز على تصميم شوارع تسهل المشي وركوب الدراجات.
-
المواد المستدامة:
- الالتزام باستخدام مواد بناء مستدامة، مثل الأسمنت منخفض الكربون والألومنيوم المعاد تدويره، يقلل من البصمة الكربونية للمدينة.
-
المساحات الخضراء:
- تضم المدينة حدائق خضراء ومناطق ترفيهية تعطي الأولوية لرفاهية السكان والمجتمع، وتساعد في تحسين جودة الهواء وتلطيف الأجواء.
-
الابتكار والبحث والتطوير:
- تعتبر مدينة مصدر مركزًا للتقنيات النظيفة، وتوفر بيئة "مختبر حي" لاختبار ونشر أحدث الابتكارات في مجال الاستدامة بالتعاون مع مؤسسات مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
باختصار، مدينة مصدر هي مدينة متكاملة تم تصميمها وتطويرها وفقًا لأعلى معايير الاستدامة العالمية، مع التركيز على تقليل البصمة الكربونية، وتحقيق كفاءة عالية في استهلاك الموارد، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
توظيف العمارة المستدامة في سوريا :
أولاً: التقسيم المناخي لسوريا :
ثانياً: التوظيف المستدام لكل منطقة مناخية :
1. الساحل السوري
-
الفرصة: رطوبة وتهوية طبيعية، أمطار وافرة
-
الاستراتيجية:
-
تصميم مائل للأسطح لجمع مياه الأمطار ( حصاد الأمطار )
-
الاعتماد على التهوية المتقاطعة بدلًا من التكييف
-
استخدام مواد مقاومة للرطوبة مثل الحجر الجيري والبازلت المحلي
-
أسقف خضراء لتحسين العزل وخفض الرطوبة الداخلية
2. المرتفعات الجبلية
-
الفرصة: درجات حرارة معتدلة صيفًا، برودة شتوية تدعو للعزل
-
الاستراتيجية:
-
استخدام العزل الحراري الطبيعي (مثل القش أو الصوف الصخري)
-
زجاج مزدوج لعزل الحرارة والبرودة
-
استغلال الطاقة الشمسية لأغراض التدفئة
-
توجيه الأبنية للاستفادة من أشعة الشمس الشتوية (جنوب-جنوب شرق)
-
3. المنطقة الوسطى (حمص، حماة، دمشق)
-
الفرصة: مناخ متوسطي يسمح بتقنيات هجينة (حرارية وشمسية)
-
الاستراتيجية:
-
تصميم ساحات داخلية (أفنية) لخلق تيارات هوائية
-
الاعتماد على الكتل الحرارية (مواد تمتص الحرارة وتطلقها ليلاً)
-
استخدام الطين المكبوس أو التربة المعالجة للبناء
-
4. المنطقة الشرقية والصحراوية
-
الفرصة: أشعة شمس وافرة → طاقة شمسية، لكن حرارة شديدة
-
الاستراتيجية:
-
توجيه المباني بعكس الشمس وتقليل الفتحات الجنوبية
-
استخدام ملاقف الهواء (wind catchers) للتهوية دون طاقة
-
مظلات وأسقف عازلة مع لون فاتح لخفض الامتصاص الحراري
-
تبريد سلبي عبر الجدران السميكة والفناءات المغلقة
-
5. دمشق وريفها (مزيج مناخي)
-
الفرصة: مرونة كبيرة في تطبيق مفاهيم الاستدامة
-
الاستراتيجية:
-
جدران مزدوجة بفراغ عازل
-
الطاقة الشمسية لتسخين المياه
-
استخدام الحجر الدمشقي المحلي لعزل حراري جيد
-
ثالثاً: توصيات عامة لتوظيف الاستدامة حسب التنوع المناخ
-
خريطة مناخية استثمارية توضح لكل منطقة أفضل تقنيات الاستدامة.
-
كود بناء مرن مناخيًا يفرض عناصر الاستدامة حسب الإقليم.
-
تدريب معماري محلي على تقنيات ملائمة للمناخ بدل النسخ العشوائي.
-
مبادرة وطنية لتجريب "أحياء نموذجية مستدامة" في كل مناخ.
تتمتع سوريا بإمكانات معتبرة في مجال طاقة الرياح، خصوصًا في مناطق معينة تمتاز بسرعة رياح مناسبة وتضاريس مفتوحة. إليك تحليلاً دقيقًا لأفضل المناطق الجغرافية في سوريا التي يمكن فيها توظيف طاقة الرياح بكفاءة:
أولاً: الموقع – منطقة الهيجانة (جنوب شرق دمشق)
تحليل الرياح (تقديريًا، بغياب محطة رصد دائمة):
هذه القيم مناسبة لتوليد الكهرباء التجارية (Utility-scale wind power)
ثالثًا: التصميم الفني المقترح
رابعًا: الكلفة التقديرية والجدوى الاقتصادية
الأثر البيئي والاجتماعي
التوصيات:
-
تركيب محطة رصد رياح (على ارتفاعات 50، 80، 100 متر) لمدة سنة على الأقل لتأكيد الجدوى الدقيقة.
-
اختيار شركة تصنيع عالمية (مثل Siemens – Vestas – Goldwind).
-
توفير تمويل جزئي عبر صناديق الطاقة المتجددة أو برنامج "التمويل الأخضر".
-
إدماج المشروع في الشبكة الكهربائية المحلية أو مع محطة طاقة شمسية هجينة.
| لقطة تخيلية لمحطة الهيجانة / دمشق / |
تعليقات
إرسال تعليق