حلب

 


المناخ :

مناخ مدينة حلب يتميّز بكونه مناخًا متوسطيًا شبه قاري (Mediterranean semi-arid – BSk حسب تصنيف كوبن)، ويميل إلى الجفاف بشكل ملحوظ مقارنة بالساحل السوري. إليك التفاصيل:

درجات الحرارة:

  • الصيف:

    • حار وجاف

    • متوسط الحرارة في يوليو وأغسطس: 35–40 م° نهارًا، 20–25 م° ليلًا

    • موجات الحر قد ترفع الحرارة فوق 42 م°

  • الشتاء:

    • بارد نسبيًا، مع ليالٍ شديدة البرودة

    • المتوسط في يناير: 4–10 م°

    • قد تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر لعدة أيام في السنة، وتترافق مع صقيع


درجات الحرارة الصغرى و العظمى


الأمطار:

  • الكمية السنوية: بين 300 إلى 400 ملم تقريبًا

  • التركيز: من نوفمبر إلى مارس

  • الصيف شبه خالي من الأمطار تقريبًا

  • الثلوج نادرة، لكنها قد تحدث مرة أو مرتين في بعض المواسم

الرياح والغبار:

  • رياح شرقية أو شمالية شرقية جافة في الصيف

  • عواصف غبارية ممكنة، خاصة في الربيع وبداية الصيف

  • رياح باردة شتاءً قد تزيد الإحساس بالبرودة

اتجاه ومصدر الرياح الغبارية:

  1. الجنوب الشرقي (SE):

    • المصدر: بادية الشام (صحراء سورية-عراقية مشتركة)

    • الرياح تكون جافة جدًا وتحمل معها كميات كبيرة من الغبار والرمال

    • تشتد خاصة في أواخر الربيع وأوائل الصيف

  2. الجنوب (S):

    • المصدر: شمال العراق والجزيرة السورية

    • تحدث عندما تتقدم منخفضات حرارية من الجزيرة العربية صيفًا

    • قد تُعرف محليًا بـ"رياح السموم" أو "الرياح الخماسينية"

  3. الشرق (E):

    • أقل شيوعًا، لكنها تحمل غبارًا إذا جاءت من مناطق دير الزور والرقة، حيث الأراضي مكشوفة وقابلة للانجراف

اتجاه ومصدر الرياح الباردة في حلب:

  1. الشمال الشرقي (NE):

    • المصدر: السهوب الروسية وجنوب القوقاز

    • رياح قارسة وجافة، تعرف محليًا برياح "السيبيريا"

    • تسبب صقيعًا شديدًا وانخفاضًا حادًا في درجات الحرارة

    • تحدث في حالات الاستقرار الجوي وامتداد المرتفع السيبيري

  2. الشمال (N):

    • المصدر: الأناضول الشرقية وهضبة أرمينيا

    • الكتل الهوائية الباردة القادمة من تركيا تمر عبر جبال طوروس

    • تتسبب بانخفاض حاد للحرارة، خاصة في يناير وفبراير

  3. الشمال الغربي (NW):

    • المصدر: منخفضات باردة من البحر الأسود وشرق أوروبا

    • قد تجلب معها هطولات مطرية أو ثلجية إذا ترافق دخولها مع رطوبة كافية

    • أكثر اعتدالًا من رياح الشمال الشرقي، لكنها رطبة وباردة


اتجاهات الرياح في حلب


 الإشعاع الشمسي:

  • مرتفع جدًا معظم السنة

  • معدل الأيام المشمسة يفوق 300 يوم في السنة


معدلات الرطوبة :

تغير معدلات الرطوبة في مدينة حلب طوال العام

بالنظر إلى المناخ في حلب (صيف حار جداً وجاف، شتاء بارد ورطب نسبياً، تقلبات حرارية كبيرة بين الليل والنهار وبين الفصول، ورياح غبارية)، فإن مواصفات مواد البناء المثالية يجب أن تركز على تحقيق الراحة الحرارية والمتانة ومقاومة العوامل الجوية.

المسطحات المائية حول مدينة حلب قليلة نسبيًا، لكنها كانت وما تزال تلعب دورًا مهمًا مناخيًا واجتماعيًا رغم ندرتها. 



التاريخ و التراث في مدينة حلب :

تضم مدينة حلب العديد من المناطق والمعالم الأثرية التي تقع ضمن نطاقها العمراني، وقد أُدرجت المدينة القديمة في حلب بأكملها على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1986، مما يؤكد على أهميتها التاريخية والمعمارية الفريدة.

إليك أبرز المناطق والمعالم الأثرية داخل المدينة:

  1. قلعة حلب:

    • هي أهم معلم في المدينة وتقع في قلب حلب القديمة على تل مرتفع.
    • يعود تاريخ استخدام التل إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد تعاقبت عليها حضارات عديدة (الحثيون، اليونانيون، الرومان، البيزنطيون، الأيوبيون، المماليك، العثمانيون).
    • تضم القلعة العديد من الآثار داخلها مثل القصر الأيوبي، الجامع الكبير، الحمامات، بواباتها الضخمة المحصنة، وأسوارها.
  2. الأسواق القديمة (سوق المدينة):

    • شبكة واسعة ومعقدة من الأسواق المغطاة التي تشكل قلب حلب التجاري القديم.
    • تعتبر من أكبر الأسواق المغطاة في العالم، وكانت مركزاً حيوياً للتجارة على طريق الحرير.
    • من أشهرها: سوق المدينة، سوق العطارين، سوق الياسمين، سوق الصياغ، سوق العتمة، سوق الحدادين، سوق خان الحرير، وغيرها الكثير.
  3. الجوامع التاريخية:

    • الجامع الأموي الكبير (جامع زكريا): أحد أكبر وأقدم الجوامع في المدينة، يعود تاريخ إنشائه إلى العصر الأموي. يضم ضريحاً يعتقد أنه يضم جزءاً من جسد النبي زكريا عليه السلام.
    • جامع الخسروية: تحفة معمارية عثمانية، صممها المعمار سنان باشا.
    • جامع العادلية.
    • وغيرها من الجوامع التاريخية المنتشرة في المدينة القديمة.
  4. الخانات:

    • كانت مراكز تجارية ومحطات للقوافل ونزلاً للتجار. تشتهر حلب بالعديد من الخانات التاريخية ذات الأهمية المعمارية والتجارية.
    • من أشهرها: خان الجمرك، خان الوزير، خان الحرير، خان الشونة، خان الصابون.
  5. الأبواب التاريخية والسور:

    • كانت المدينة القديمة محاطة بسور قديم وتضم العديد من الأبواب التاريخية التي لا يزال بعضها قائماً حتى اليوم أو توجد بقاياها.
    • من هذه الأبواب: باب أنطاكية، باب الفرج، باب النصر، باب الجنان، باب الحديد، باب قنسرين، باب المقام، باب النيرب، باب الأحمر.
  6. المدارس التاريخية (المدارس الإسلامية):

    • شهدت حلب ازدهاراً كبيراً في العصور الوسطى، مما أدى إلى بناء العديد من المدارس الدينية والعلمية.
    • مثل: المدرسة الحلوية، المدرسة السلطانية، المدرسة الفردوس (بوابة قنسرين)، المدرسة الأحمدية، المدرسة الشاذبختية، المدرسة الظاهرية.
  7. الحمامات التاريخية:

    • تعد الحمامات جزءاً هاماً من النسيج العمراني والاجتماعي للمدينة القديمة.
    • توجد العديد من الحمامات العثمانية والمملوكية، مثل حمام يلبغا، حمام النحاسين.
  8. البيوت الأثرية والقصور:

    • تضم المدينة القديمة العديد من البيوت التقليدية الفاخرة ذات العمارة الحلبية المميزة بفنائها الداخلي المزخرف، مثل بيت غزالة.
    • قصر الدارين (قصر الحكم الأيوبي).
  9. البيمارستانات (المشافي التاريخية):

    • مثل بيمارستان أرغون الكاملي، الذي كان مستشفى ومدرسة للطب في العصور الوسطى.
  10. أخرى:

    • برج ساعة باب الفرج: معلم تاريخي يعود إلى بداية القرن العشرين.
    • كنائس الجْدَيْدِة: حي الجدَيدة يضم عدداً من الكنائس التاريخية العريقة، مثل كنيسة الأربعين شهيد، وكنيسة السيدة العذراء، وكنيسة مار أسيا الحكيم.

خريطة مدينة حلب حالياً


تفاصيل مشروحةالعيب التخطيطيالتصنيف
لا يوجد محاور طرقية نظامية، ولا توزيع واضح للخدمات أو مناطق خضراء.توسّع غير منظم في الشرق والجنوب (كرم الميسر، المرجة، الشيخ سعيد)العمران العشوائي
الطرق شعاعية (كأذرع)، مما يسبب ازدحامًا في المركز ويضعف الربط بين الأطراف.لا توجد شبكة دائرية داخلية أو خارجيةغياب الطرق الحلقية
مثل الفرق بين الشهباء الجديدة/الحمدانية مقابل مساكن هنانو/المرجة.تفاوت كبير في الكثافة بين الأحياء الغربية الراقية والشرقية الفقيرةتباين الكثافات
منطقة الشيخ نجار الصناعية صعبة الوصول للعمال القادمين من الجنوب والغرب.المناطق الصناعية خارج النسيج الحيوي بدون وسائل نقل متطورةفصل وظيفي غير ناجح
معظم المساحات الخضراء تتركز غرب المدينة (السبيل، الشهباء، الفرقان).قلة الحدائق، خاصة في الأحياء العشوائية الشرقية والجنوبيةندرة المساحات الخضراء
الاعتماد السابق على السرافيس والباصات العشوائية ساهم في الفوضى المرورية.لا توجد خطوط مترو أو ترام أو مواقف مركزية حقيقيةنقل عام ضعيف
لا توجد ممرات حضرية تربط القلعة والأسواق بمحيط عمراني يخدمها اقتصادياً.المدينة القديمة منفصلة وظيفيًا وجغرافيًاالتراث خارج المنظومة
مناطق البناء تتجاهل التضاريس، مما زاد من خطورة الفيضانات والمياه الراكدة.لا يظهر أي تنظيم مرتبط باتجاهات الرياح أو خطوط الصرف الصحي الطبيعيةانعدام التخطيط البيئي

مقترحات أولية لمعالجة العيوب

  1. تطوير طريق دائري (Ring Road) يربط مداخل المدينة ويخفف الضغط عن المركز.

  2. إعادة هيكلة الأحياء العشوائية تدريجيًا، مع توفير خدمات موازية (مدارس، مراكز صحية).

  3. تفعيل النقل العام المنظم مثل الترام أو باصات BRT بمحطات ثابتة.

  4. دمج المدينة القديمة بممرات حضرية نشطة مع مناطق حديثة تجذب السياحة والتجارة.

  5. زيادة الفراغات العامة في الشرق والجنوب، وتحويل الأراضي المهملة إلى حدائق حضرية.

  6. إنشاء مناطق خدمات لامركزية لتقليل الاعتماد على وسط المدينة.



مقترح تحسين الربط الطرقي ( الحل الشعاعي و الربط الدائري ) باعتبار المنطقة القديمة هي مركز المدينة :




الأسلوب التخطيطي :

يهدف هذا المقترح إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث الغني لمدينة حلب وتلبية احتياجاتها للتنمية الحضرية الحديثة والمستقبلية.

1. الحفاظ على المناطق الأثرية (المدينة القديمة وقلعة حلب)

  • مركز تاريخي للمشاة: تحويل قلب المدينة القديمة، بما في ذلك قلعة حلب والأسواق التاريخية، إلى منطقة مخصصة للمشاة بشكل أساسي. هذا يقلل من التلوث والضرر الناتج عن حركة المرور ويحافظ على طابعها الأثري.
  • مناطق عازلة: إنشاء مناطق عازلة حول المواقع الأثرية الرئيسية لضمان عدم تأثرها بالتوسع العمراني الحديث والحفاظ على المشهد البصري المحيط.
  • إعادة التأهيل بدلاً من الهدم: التركيز على ترميم المباني المتضررة وتأهيلها باستخدام مواد وتقنيات تقليدية للحفاظ على الأصالة التاريخية.
  • تصنيف المدينة القديمة: تصنيفها كمحمية عمرانية تراثية، يُمنع البناء الجديد داخلها إلا للترميم.
  • تعزيز قلعة حلب: تعزيزها كمركز سياحي وثقافي، مع تحويل الساحات المحيطة بها إلى مناطق مشاة فقط.
  • إعادة تأهيل الأسواق التقليدية: باستخدام مواد وأساليب بناء تقليدية، مع تحديث البنية التحتية (صرف – كهرباء).

2. التوسع العمراني المخطط :

  • توسع موجه: تحديد مناطق توسع جديدة ومخططة بدقة في أطراف المدينة، مع توفير البنية التحتية الكاملة (طرق، مياه، صرف صحي، كهرباء، مدارس، مستشفيات).
  • تنمية متعددة الاستخدامات: تشجيع بناء مناطق سكنية وتجارية وخدمية متكاملة لإنشاء أحياء مكتفية ذاتيًا وتقليل الحاجة للتنقل لمسافات طويلة.
  • كثافة سكانية متوازنة: تصميم مناطق التوسع بكثافات سكانية تضمن جودة الحياة وتوفر مساحات خضراء كافية.
  • مناطق التوسعة: الجنوب والجنوب الشرقي، بعيدًا عن المناطق التاريخية والكثافة السكانية المرتفعة.
  • الاستدامة: اعتماد مبدأ المدينة المتراصة Compact City لتقليل التنقل الميكانيكي.
  • المرونة المناخية: استخدام مواد بناء مقاومة للحر والرياح (مثل الطين المضغوط والطوب المثقب).
  • توزيع الفعاليات العمرانية:
    • السكني: توسيع المدينة جنوبًا وغربًا بمخططات حديثة منخفضة الكثافة، مع الحفاظ على نمط السكن الدمشقي في المناطق القريبة من المركز.
    • التجاري: تركيز الأسواق والمراكز التجارية في شوارع دائرية خارج المدينة القديمة لتجنب التكدس.
    • الصناعي: نقل الصناعات الثقيلة إلى محيط طريق M5، مع إنشاء منطقة صناعية حديثة جنوب المطار.

3. سهولة الحركة والنقل (مزج الأسلوب الشعاعي والشطرنجي)

  • شبكة طرق دائرية وشعاعية:
    • دائريات داخلية وخارجية: تحسين وتطوير الطرق الدائرية الموجودة (مثل M4 و M5 والطريق 214) لتوجيه حركة المرور العابرة بعيداً عن وسط المدينة. يمكن إنشاء طرق دائرية داخلية حول المدينة القديمة لتسهيل الوصول إليها دون الدخول في النسيج التاريخي.
    • طرق شعاعية: إنشاء طرق رئيسية شعاعية تنطلق من نقاط محورية حول المدينة القديمة وتتصل بالطرق الدائرية. هذه الطرق ستكون بمثابة شرايين رئيسية تربط قلب المدينة بالمناطق الطرفية.
    • شبكة شطرنجية للمناطق الجديدة: في مناطق التوسع الجديدة، يمكن اعتماد نظام شبكي (شطرنجي) للطرق، وهو ما يسهل التخطيط وتقسيم الأراضي ويسمح بتدفق مروري منظم.
    • شوارع شعاعية ودائرية: اعتماد تخطيط شعاعي حول القلعة، مع حلقات دائرية متدرجة تربط الأحياء الخارجية.
  • نظام نقل عام متكامل: تطوير شبكة حافلات حديثة، ودراسة جدوى لمترو خفيف أو ترام يربط المناطق الرئيسية، مع محطات نقل متعددة الوسائط لتشجيع استخدام وسائل النقل العام وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
    • المترو أو الترام: إنشاء خط ترام أو قطار خفيف يربط بين مطار حلب، المدينة القديمة، والأحياء الجديدة.
  • مسارات للمشاة والدراجات: توسيع الأرصفة وتخصيص مسارات آمنة للمشاة والدراجات الهوائية، خاصة في المناطق التجارية والسكنية والسياحية، لتعزيز التنقل المستدام.
  • مواقف سيارات منظمة: إنشاء مواقف سيارات P+R (Park and Ride) على أطراف المدينة بالقرب من محطات النقل العام، بالإضافة إلى مواقف متعددة الطوابق في المناطق المكتظة، لتقليل الازدحام داخل المدينة.
    • مواقف السيارات: توزيع مواقف متعددة الطوابق على مداخل المدينة لتخفيف الازدحام داخل المركز.

4. المساحات الخضراء

  • زيادة المساحات الخضراء والحدائق العامة في جميع أنحاء المدينة، خاصة حول المواقع الأثرية وفي الأحياء السكنية الجديدة، لتحسين جودة الهواء وتوفير أماكن للترفيه والاستجمام.
  • حدائق شعاعية: إنشاء حدائق تتبع محاور الطرق الشعاعية كممرات خضراء للتهوية البصرية والبيئية.
  • حزام أخضر: تطوير حزام زراعي حول المدينة يدمج بين المشاتل والحدائق العامة.
  • استثمار نهر قويق: تحويله إلى واجهة مائية سياحية إذا أمكن تقنياً، مع ممشى مائي ومقاهي مطلة.

5. البنية التحتية والتقنيات

  • الصرف الصحي والمياه: إعادة تخطيط الشبكات باستخدام نماذج محاكاة ثلاثية الأبعاد لتفادي الفيضانات.
  • الطاقة الشمسية: فرض نظام الألواح الشمسية على الأبنية الجديدة لتخفيف العبء على الشبكة.
  • شبكة الإنترنت: إدخال ألياف ضوئية كمرحلة أولى في الأحياء الحديثة، مع نقاط Wi-Fi عامة.

6. التوسع الحضري الذكي

  • اعتماد مبدأ المدينة المتراصة Compact City لتقليل التنقل الميكانيكي.
  • استخدام مواد بناء محلية وتقنيات حديثة في الترميم لجعل البناء أكثر استدامة وملاءمة للبيئة.
  • إنشاء مراكز خدمات متعددة الوظائف في أنحاء المدينة بحيث يتم تقليل الحاجة للتنقل الطويل.
  • تخصيص مناطق للابتكار وريادة الأعمال لدعم الاقتصاد المحلي.
  • تعزيز المناطق السكنية المختلطة التي تجمع بين السكن والتجارة والخدمات العامة لتحقيق ديناميكية اجتماعية واقتصادية.

يهدف هذا المقترح الشامل إلى إنشاء مدينة حلب متطورة ومستدامة تحافظ على تراثها الثقافي الغني، وتوفر جودة حياة عالية لسكانها من خلال بنية تحتية حديثة وشبكة نقل فعالة ومناطق توسع مخططة بعناية. يتطلب ذلك رؤية طويلة الأجل وتنسيقًا بين مختلف الجهات المعنية بالتخطيط العمراني.

تحليل المدينة الصناعية في الشيخ نجار :




المدينة الصناعية في الشيخ نجار، الواقعة شمال شرق مدينة حلب، تُعدّ من أهم المشاريع الصناعية في سوريا، وقد أُنشئت في أوائل الألفية الثالثة لتكون رافعة اقتصادية وتنموية للمنطقة. وفيما يلي تحليل مفصل لأهم الإيجابيات والعيوب بناءً على موقعها، تصميمها، دورها الوظيفي، وتأثيرها الحضري:

اتجاه الرياح في حلب :

  • الاتجاه السائد للرياح في حلب هو جنوب–غربي إلى شمال–شرقي، خاصة في معظم أشهر السنة.

  • هذا يعني أن الرياح تهب من وسط المدينة باتجاه الشيخ نجار في الأوقات العادية.

  • لكن في أوقات التغير الموسمي أو العواصف، يمكن أن تنعكس وتأتي من الشمال الشرقي باتجاه المدينة.

التفاصيلالتأثير
انبعاثات المصانع (دخان، غبار، مركبات عضوية متطايرة) قد تنتقل باتجاه الأحياء الشرقية مثل مساكن هنانو، الصاخور، الحيدرية تلوث هوائي
تؤثر على صحة الأطفال وكبار السن في المناطق السكنية المكتظة جزيئات دقيقة PM2.5/PM10
بعض البساتين والمزارع الواقعة بين الشيخ نجار والمدينة قد تتأثر بالمطر الحمضي أو الغبار الصناعي تدهور زراعي
خاصة من المصانع الكيميائية أو الغذائية (معالجة الجلود، زيوت، صابون، إلخ) روائح كريهة

 الحلول المقترحة لتقليل الأثر المناخي السلبي :

الشرحالتدبير
زراعة أشجار كثيفة شمال وغرب المدينة الصناعية لامتصاص الملوثات وكسر الرياح إنشاء حزام أخضر
إنشاء محطات بيئية لرصد الهواء وربط التراخيص الصناعية بشروط بيئية صارمة مراقبة انبعاثات المصانع
نقل الصناعات الأكثر تلويثًا (مثل الكيمياوية والمعادن) نحو الطرف الشرقي للمدينة الصناعية إبعاد الصناعات الثقيلة عن الحافة الغربية
استخدام برامج تحليل المناخ المحلي لتحديد أفضل مناطق التوسع الصناعي مستقبلاً محاكاة رياح قبل التوسع

الإيجابيات لموقع المدينة الصناعية في الشيخ نجار :

الإيجابياتالمجال
تقع خارج التجمع السكني، مما يقلل التلوث والضجيج داخل المدينةالموقع
مقسّمة إلى قطاعات صناعية (نسيجية، غذائية، كيميائية، هندسية)، مما يسهل التنظيم والترخيصالتخطيط القطاعي
قريبة من طريق حلب–الحدود التركية، ما يسهّل التصدير والنقلالقرب من طريق دولي
مزودة بمحطة معالجة مياه صناعية، وشبكة كهرباء مستقلة، ومحطة تحويل كهربائيةالبنية التحتية
قبل الحرب، كانت توظّف آلاف العمال من محافظة حلب والمناطق الريفية المحيطةتشغيل العمالة
كانت نقطة جذب للقطاع الخاص بسبب الإعفاءات الجمركية والتسهيلات الحكوميةجذب الاستثمار
تتضمن مساحات قابلة للتوسع في المراحل المستقبليةإمكانات النمو

العيوب لموقع المدينة الصناعية في الشيخ نجار :

العيوبالمجال
تبعد أكثر من 15 كم عن مركز حلب، مما يشكل عبئًا على العمال من حيث التنقل اليوميالبعد عن المدينة
لا توجد شبكة نقل جماعي كافية تصل بين المدينة الصناعية وأحياء حلبضعف النقل العام
تعرّضت لأضرار كبيرة أثناء الحرب، مما أوقف مئات المصانع عن العملالأضرار بسبب الحرب
بعد الحرب، عانت من ضعف في تزويد الكهرباء والمياه لفترات طويلةتذبذب الخدمات
لم تُنشأ مناطق سكنية قريبة للعمال، ولا توجد مرافق خدمية مساندة (مراكز صحية، ترفيهية، إلخ)سوء الربط بالمحيط
لم تُدمج فعليًا مع الاقتصاد الحي للمدينة، بل بقيت كمجال إنتاجي معزولضعف التكامل مع الاقتصاد المحلي
التوسع الصناعي لم يرافقه تشجير أو فراغات بيئية لحماية المنطقة من التلوثقلة الاعتبارات البيئية
الاعتماد الزائد على الصناعات التقليدية (غذائية، نسيجية) قلل من الجذب للتقنيات المتقدمةمحدودية في التنوع الصناعي

مقترحات تحسين وتطوير :

  1. إنشاء منطقة سكنية للعمال قرب المدينة الصناعية (نموذج "مدينة عمالية").

  2. ربط مباشر بخط باص أو ترام إلى وسط حلب، لتقليل اعتماد العمال على السيارات الخاصة أو السرافيس.

  3. تشجيع الصناعات الذكية والخضراء (الطاقة المتجددة، الإلكترونيات).

  4. تحسين الربط بالمدن الأخرى عبر تطوير سكك الحديد أو الطرق السريعة.

  5. إقامة مرافق دعم كالمراكز التدريبية، والبنوك، والمراكز الصحية داخل نطاق المدينة الصناعية.

  6. تهيئة بيئية أفضل عبر أحزمة خضراء، وتشجير الطرق والمحيط.

مقارنة مفصلة بين المدينة الصناعية في الشيخ نجار (سوريا) ومدينة 6 أكتوبر الصناعية (مصر) ومدينة صحار الصناعية (سلطنة عمان)، مع التركيز على الجوانب العمرانية، الاقتصادية، والبيئية:

صحار – سلطنة عمان 🇴🇲6 أكتوبر – مصر 🇪🇬الشيخ نجار – حلب 🇸🇾المعيار
199219792001سنة التأسيس
شمال غرب عمان – على ساحل بحريغرب القاهرة – منطقة صحراويةشمال شرق حلب – داخل اليابسةالموقع الجغرافي
3,000+ هكتار20,000 هكتار4,412 هكتار تقريبًاالمساحة الكلية
بتروكيمياويات، معادن، أغذيةمتنوعة جدًا (سيارات، أغذية، بلاستيك، أدوية)نسيجية، غذائية، كيميائيةالتقسيم الصناعي
حديثة – موانئ، منطقة حرة، سككقوية – مدعومة من الدولة والقطاع الخاصمتوسطة – بعض الضرر بعد الحربالبنية التحتية
ممتاز – ميناء، سكك، طرق سريعةجيد نسبيًاشبه معدومالنقل العام
مدينة متكاملة للعماليوجد إسكان عمالي ومرافق خدميةلا توجد مدينة عمالية حقيقيةالمرافق السكنية والخدمية
مرتفعمرتفعضعيف حاليًامدى التكامل مع الاقتصاد المحلي
مرتفعة – مراقبة بيئية صارمةمتوسطة – توجد محميات صناعيةمنخفضةالاعتبارات البيئية
أكثر من 300أكثر من 4000~1000عدد المنشآت قبل الأزمة
تحديات الموارد الطبيعية (مياه)البيروقراطية أحيانًابعد المسافة، ضعف النقل، أضرار الحربأهم العوائق


النموذج التخطيطي المناسب لحي سكني في حلب

النموذج التخطيطي المناسب لحي سكني في مدينة حلب يجب أن يكون ناتج توازن بين العوامل المناخية، الثقافية، العمرانية، والاقتصادية. بناءً على ذلك، يمكن اقتراح نموذج تخطيطي متكامل (Urban Block Model) يتميز بما يلي:


 أولاً: الخصائص الرئيسية للنموذج التخطيطي المقترح

1. النسيج العمراني المتراص (Compact Urban Fabric)

  • مبانٍ متلاصقة لتقليل فقدان الحرارة شتاءً، وتظليل الشوارع صيفًا.

  • يسمح بكفاءة استخدام الأراضي وتقليل تكلفة البنية التحتية.

2. الحي كثيف متوسط (Medium Density)

  • 4 إلى 6 طوابق كحد أقصى.

  • طابق أرضي مخصص للخدمات (محال، مكاتب، عيادات).

  • شقق بمساحات مختلفة لتناسب شرائح سكانية متنوعة.

3. محور خدمات رئيسي (Service Spine)

  • شارع رئيسي يخترق الحي يحتوي على:

    • مدارس

    • مركز صحي

    • سوق شعبي

    • مسجد

    • مواقف عامة

    • مركز مجتمعي (ثقافي/اجتماعي)

العرضالوظيفةالمستوى
15–20 محركة عامة وخدماتشوارع رئيسية
10–12 مربط الأبنية والمجمعاتشوارع فرعية
4–6 مبيئة اجتماعية هادئةممرات مشاة

الفراغات المفتوحة والمناخية

  • كل مجمع سكني يضم ساحة داخلية (فناء) مزروعة.

  • توزيع حدائق صغيرة وحدائق لعب كل 250 متر.

  • توجيه الشوارع باتجاه شمال شرقي – جنوب غربي لمواكبة الرياح الصيفية.

6. الاستدامة

  • استخدام الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع وتسخين المياه.

  • جمع مياه الأمطار من الأسطح واستخدامها في ريّ الحدائق.

  • إعادة تدوير النفايات عبر مراكز فرز صغيرة في الحي.

مكونات الحي التخطيطي النموذجي (بالمساحة التقديرية 30–40 هكتار)

الوصفالنسبة من المساحةالمكون
شقق ضمن كتل متوسطة الارتفاع50%سكني
شوارع هرمية + ممرات مشاة20%شوارع وممرات
مدارس، مسجد، مركز صحي10%مرافق عامة وخدماتية
حدائق داخلية + عامة15%حدائق وفراغات خضراء
عند أطراف الكتل5%مواقف سيارات عامة

نقاط القوة لهذا النموذج

التأثيرالميزة
يسمح بالنمو المتدرج حسب الحاجةمرونة التوسع التدريجي
يقلل من استهلاك التكييفملاءمة مناخية وعزل طبيعي
بسبب وجود وظائف وخدمات داخليةتقليل التنقل الخارجي
عبر الساحات والممرات والمراكز المجتمعيةدعم الحياة المجتمعية
من خلال الأفنية والممرات الضيقة والمباني الحجريةملاءمة للتراث المعماري الحلبي




نماذج مقترحة لأحياء سكنية حديثة في حلب مع مراعاة المناخ و طبيعة الموقع :











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العمارة المستدامة في سوريا - حلول و تحديات

البرمجيات المجانية كمنقذ للطلاب والمهندسين في سوريا

العناقيد الايطالية - تجربة دعم المشروعات الصغيرة و المتوسطة .